حوارات

الإعلامي عبد العليم البناء.. يحاور عاشقة الدمى العراقية د. زينب عبد الأمير التي تصرّح: دمية “أم غايب” ضمير الشعب.. وأدين لأستاذي د. حسين علي هارف

من أبرز المتخصصين في مجال مسرح الطفل ومسرح الدمى في العالم العربي


المسرح نيوز ـ القاهرة| حوارات

ـ

 

حاورها: عبد العليم البناء
الإعلامي: عبد العليم البناء
يعد فن الدمى المتحركة أو الماريونيت عبارة عن مجسمات اصطناعية يتحكم في حركاتها شخص، إما بيده أو بخيوط أو أسلاك أو عصي. وقد تمثل الدمية شخصاً أو حيواناً أو نباتاً أو شيئاً من الأشياء. وتتقمص هذه الدمى أدواراً في مسرحيات تعرف باسم عروض العرائس وتعد الدكتورة زينب عبد الأمير من أبرز المتخصصين في مجال مسرح الطفل ومسرح الدمى فهي نائب رئيس ومؤسس المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى وعضو مؤسس لفرقة شموس لمسرح الدمى ،وشاركت في تأسيس مهرجان ملتقى فنون الدمى الأول برعاية وزارة الثقافة / عن المركز الثقافي العراقي للطفولة وفنون الدمى / عام 2013،وعملت بوصفها مصممة ومحركة دمى في مسرحيات رحلة سرور لبلاد النور) و(يداً بيد) و(حكاية الديك صياّح ) و(الملك شحرور) وأخرجت عروض الدمى المسرحية للطفل منها :
(الثعلب النزيه) و( سلوان الفنان ) وكلاهما من تأليف استاذي ومعلمي وعرابي د. حسين علي هارف ، وأقامت العديد من الورش والدورات التدريبية في صناعة وتحريك الدمى ،وخاضت تجربة جديدة عبر برامج تلفزيونية منها: البرنامج السياسي (تحت خطين) على قناة العراقية من خلال فقرة (أم غايب) بدمية قفازية لشخصية امرأة بغدادية من تصميمها وتنفيذها وتحريكها وادائها الصوتي عام 2018، والبرنامج الإجتماعي الساخر (كنافة) بدمى الماريونيت على قناة الرشيد عام 2015، وأخيرا شاركت في برنامج (رمضان عراقي) بفقرة ( سوالف أم غايب) بدمية قفازية لشخصية (أم غايب) أيضاً وعلى قناة العراقية العامة الساعة التاسعة مساءاً في موسم رمضان الحالي ،والبرنامج من إعداد وتقديم الكاتب رحيم العراقي وتشاركه التقديم الاعلامية المتألقة جيهان الطائي .. حيث الدمية (أم غايب) تمثل ضميراً شعبياً وشخصية امرأة بغدادية شعبية أخذت على عاتقها مسؤولية التحدث بلسان الحق !! لتقول كل ماتحته خطين !! وتفضح كل مايستتر خلف شواهد مزيفة !! وهي الناطق الرسمي بلسان المگارييد !! تتحدث في أي مجال ببساطة ودراية ووعي وإن كانت امرأة شعبية لكنها مثقفة ..وهنا كانت لنا جولة خاصة مع الفنانة د.زينب عبد الأمير للخوض في هذه التجربة التلفزيونية المميزة شكلاً ومضموناً:
*ماذا عن فكرة البرنامج وكيف تم اجتراحها ابتداءاً..؟
– فكرة البرنامج في نسخته الثانية تسلط الضوء على قضايا آنية أو منسية اجتماعية وثقافية وفنية ورياضية وصحية وغيرها ،من خلال إبراز أهميتها ودورها في المجتمع ودور القائمين عليها مع الوقوف على أهم المعرقلات التي تحول دون تحقيق أهدافها، كما أن البرنامج في هذه النسخة تحديداً يختلف عن نسخته الأولى بتضمينه فقرات ترفيهية تنسجم والسياق العام لشهر رمضان وبفقرتين هما فقرة الچالغي البغداي والذي تقدمه فرقة انغام الرافدين للتراث العراقي،وفقرة (سوالف أم غايب) الدمية التي تسلط الضوء على كل ما تحته خطين وبطابع كوميدي ، أي أن البرنامج جمع بين الترفيه والمعرفة بصيغ جمالية وبنكهة رمضانية، علما أن إضافة هاتين الفقرتين كانت من ضمن مقترحات معد البرنامج الفنان المبدع رحيم العراقي ومعه مقدمة البرنامج الاعلامية المتألقة جيهان الطائي.
*إذا كان الأمر كذلك فإن اعمالك السابقة في هذا المجال كانت تدور في عوالم المسرح ولكنك الآن تلجين عالم التلفزيون، فما الذي يميز هذه التجربة الجديدة عن تجاربك المسرحية ؟
– هناك دافع أساسي ومهم لي هو نشر ثقافة فنون الدمى وأنا مستعدة لخوض تجارب كثيرة في مجال المسرح والتلفزيون وحتى السينما، لكي أعيد لهذا الفن هيبته في العراق وأبين لمتلقيه وللمسؤولين عن الفن والثقافة والتربية والتعليم أن فنون الدمى هي فنون مستقلة ولها أصولها وقواعدها وشروطها، التي يجب أن تؤخذ بعين الإعتبار وأن تأخذ فضاءها المناسب حالهاحال بقية الفنون الأخرى، كما أني وضعت ومنذ دخولي عوالم هذا الفن الساحر والجميل هدفاً مهماً من بين أهداف أخرى ، وهو أن أصنع شخصية دمية لتكون أيقونة عراقية يتداولها الناس كما حدث مع شخصية (شنيور) لاستاذنا الكبير رائد مسرح الدمى في العراق (طارق الربيعي ) وشخصيات دمى أخرى على المستوى العربي والعالمي ومنها القرةقوز ، وبوگي وطمطم، وأبلة فاهيتا وغيرها.
*وكيف استطعت التوفيق بين التصميم والتنفيذ والأداء في آن واحد لاسيما أنك تعاونت ربما مع غير متخصصين والنجاح في تقديم البرنامج وعبر البث المباشر ؟
– موضوعة أن أصمم وأنفذ وأحرك الدمية (أم غايب) وأؤدي صوتها ليس بالأمر الغريب ، فهناك الكثير من المتخصصين يقومون بذلك ، كما انه ليس بالأمر اليسير حتماً لان البرنامج يعتمد البث المباشر ،وبالتالي أي خلل مني أو من الكادر التقني فسيظهر أمام الجمهور المتلقي … وهنا اتحدث عن جرأة واداء صوتي واسلوب إلقاء ينسجم مع محور الحلقة فضلاً عن مهارة التحريك ومرونة جسم المحرك وقدرته على تحمل رفع الدمية لوقت معين أضف الى ذلك القدرة على التفاعل مع الضيوف وهذا يعتمد على سرعة البديهة، أما عن كادر العمل فأقول وبصراحة عانيت كثيراً في التعامل معهم في باديء الأمر برغم أنهم متعاونون جداً ولكنهم في نفس الوقت غير مدركين لإشتراطات هذا الفن، ولكن المسرح علمني أن اتعامل مع كل المشكلات بحكمة ووعي وأن اجد الحلول المناسبة والبديلة واتهيأ لكل المفاجآت فالمسرح وكما تعلم يعتمد على المباشرة والآنية.
*وكيف كانت ردود الأفعال تجاه هذه التجربة وهل تسعين الى تطويرها لتنافس تجارب عربية نظيرة ؟
– وفقاً لملاحظاتي ومتابعتي لآراء الناس منهم الأقارب ومنهم الأصدقاء ومنهم الزملاء فضلاً عن تعليقات الناس العامة على برنامج اليوتيوب … أجد ان هناك تعطشاً لديهم لفنون الدمى لاسيما أن الدمية(أم غايب) تجسد شخصية امرأة عراقية بغدادية شعبية تتحدث بلهجة بسيطة، تنفِّس من خلال سالوفاتها عن وجدان الناس وهمومهم وقضاياهم الحياتية الحساسة.. والذي يجعلها ايضاً مقبولة هو الطابع الكوميدي الذي يتسيد كل ماتقوله !! أي انها تسخر وتنتقد وتثير الضحك في آن واحد من خلال إيماءاتها وحركاتها ومفرداتها البغدادية المميزة ،وأسعى بكل تأكيد الى ترسيخ هذه التجربة بتجارب أخرى وأحلم فعلاً ان يكون لهذه الشخصية ( أم غايب) برنامج خاص يلقى الدعم المناسب انتاجياً وعندها يمكن له أن ينافس تجارب أو برامج أخرى نظيرةعلى المستوى العربي.
* كلمة اخيرة …
– كلمتي الأخيرة اقولها دوماً في العديد من لقاءاتي ومقالاتي وبحوثي المستمرة … سأبذل كل جهدي لكي يأخذ هذا الفن مداه المناسب وعلى المستوى البعيد مع زملائي من المهتمين به … لن أيأس من تحقيق ذلك برغم محاولات البعض عرقلة تطور هذا الفن ،وسيكون هناك مقررات تدرس مهاراته وتاريخه في كليات ومعاهد الفنون الجميلة داخل العراق ،وسنسعى الى النهوض بمسرح الدمى من خلال إنشاء مركز رسمي وطني وفرقة وطنية له حاله حال مسرح الدمى او العرائس في بلدان الوطن العربي..


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock