حوارات

الكاتب المسرحي محمد سلماوى:التجريبي كسر حاجز العزلة عن المسرح العالمي.. والفن لا يعيش إلا بالتجريب


 المسرح نيوز ـ القاهرة| حاوره: كمال سلطان

ـ

 

عندما كان وكيلا لوزارة الثقافة اختاره الوزير الأسبق فاروق حسنى لإنشاء مهرجان مسرحي مصري يهتم بالشباب ويحمل الصبغة الدولية، فقام بتكوين لجنة ضمت المخرج فهمي الخولى والناقد حمدي الجابري وبعد العديد من المناقشات والمداولات استقر الأمر على إقامة مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والذي رأس دورته الأولى المخرج سعد أردش، وكان هو أول أمين عام للمهرجان .

 

إنه الكاتب الكبير محمد سلماوى الذي فتح لنا قلبه وحدثنا بالتفصيل عن بداية تكوين مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي .. فماذا قال ..

* من هو صاحب فكرة إنشاء مهرجان المسرح التجريبي، وماذا كنتم تهدفون من إقامته؟

 

** الفكرة كانت فكرة الوزير فاروق حسنى وزير الثقافة آنذاك وكنت وقتها وكيلا للوزارة ومسئولا عن العلاقات الثقافية الخارجية وبحكم موقعي وبحكم أنني كاتب مسرحي طرح علىّ تنفيذ المشروع، وكانت فكرة الوزير فى البداية إقامة مهرجان دولي لمسرح الهواة، ثم طورنا الفكرة ليكون مهرجان للمسرح التجريبي يضم الهواة والمحترفين أيضا، ليكون نطاقه أوسع، فشكلت لجنة من بعض المسرحيين ضمت المخرج سعد أردش والمخرج فهمي الخولى ود. حمدي الجابري وغيرهم، ووضعنا لائحة المهرجان واخترنا موعده بعد أن درسنا كل مواعيد المهرجانات المسرحية فى العالم حتى لا يتعارض موعده مع مهرجانات أخرى، وقررت ألا أكون رئيس المهرجان مثلما طلب الوزير واخترت المخرج سعد أردش لرئاسته وكنت أنا الأمين العام وخلال أشهر استطعنا أن نعقد الدورة الأولى له عام 1988 وشارك به حوالى 33 دولة وأقمنا الافتتاح بالقلعة وحضره عدد من الشخصيات العامة.

 

* ما هي نقاط الالتقاء بين التجريب في مصر والتجريب على مستوى العالم؟

 

** لا توجد أى نقاط إلتقاء بين التجريب فى أى دولة وفى دولة أخرى، فكل دولة وكل ثقافة وكل مجرب لأن المسرح عمل فردى فكل مجرب فى المسرح قائم بذاته ويختلف حتى عن زميله المقيم فى نفس الدولة والمنتمى لنفس الثقافة، فكلما تعددت المشاركات الدولية، كلما فتحنا أفاق جديدة لرجال المسرح فى مصر ليتعرفوا على مايجرى فى العالم لأن الغرض من المهرجان كان الانفتاح على تجارب المسرح فى العالم لكى نشاهدها ونستفيد منها.

 

* رغم مرور ربع قرن على إقامة المهرجان ، إلا أنه مازال هناك من يتساءل عن معنى التجريب؟

 

** الفن لا يعيش إلا بالتجريب ولو لم يكن هناك تجريب فى الفن لما نشأت كل المدارس الفنية التى عرفها الإنسان وفى كل الفنون فن تشكيلى، فن أدبى، لأن التجريب هو ثورة على كل ماهو قائم وتقديم جديد، ومن خلال ذلك ينتعش الفن ويساهم في انتشار مدارس جديدة، ومن يتصورون أنه لا يوجد تجريب وأن المسرح يتكلس على ما بدأ عليه من 2000 سنة كما كان المسرح الرومانى أو الإغريقى أو غير ذلك، فهؤلاء لا يفهمون فى الفن، فالفن يتطور بالتجريب.

 

*هل عروض المسرح التجريبي تخاطب نوعية محددة من الجمهور؟

 

** بالطبع كل ماهو تجريبى لا يكون مستساغا من القاعدة العريضة من الجمهور التى تعودت على نوع محدد من الفن وركنت إليه، ويكون هناك قلة متخصصة قادرة على استيعاب هذا الفن الجديد ومن خلالهم نستطيع توصيل الأفكار الجديدة لقاعدة أكبر من الجمهور فيصير تقليديا مع الوقت، ونصبح فى حاجة إلى تجريب جديد وإلى تجديد مرة أخرى.

 

* بماذا ترد على من هاجموا فكرة إنشاء مهرجان للمسرح التجريبي بحجة أننا فى حاجة لدعم المسرح التقليدي أولا؟

 

** لا يوجد شيئ اسمه “أولا” فى الفن، يجب أن ندعم كل جوانب الفنون وإلا يكون هناك نوع من النتوءات فى الحركة الفنية فلو قلنا أننا سندعم الفن التشكيلي أولا أو ندعم المسرح التقليدى أولا فهذا يشكل نتوء فى الحركة الفنية ويخل بطبيعة الأشياء، فيجب أن تكون كل الفنون على نفس الدرجة من الأهمية، ونحن كان لدينا نقص في الجانب التجريبي لذلك أنشأنا هذا المهرجان بهدف الإطلاع على التجارب الجديدة في العالم، وهذا أحد وسائل تنشيط وإنعاش المسرح التقليدي، فالمسرح التجريبي ليس بديلا عن المسرح التقليدي وإنما داعما له.

 

* ما الذي أضافه المهرجان التجريبي إلى الحركة المسرحية في مصر؟

 

** أتمنى أن يكون قد وسع مدارك المسرحيين فى مصر، وأطلع الجمهور العريض على ما يجرى فى العالم وبالتالي يزيد من ثقافته المسرحية والفنية والثقافية، وكسر العزلة التى عانينا منها طويلا وأدت لانعزالنا عن التجارب الجديدة، التي كانت تصل لنا في مسرح الخمسينات والستينات مثل مسرح العبث ليونسكو وبيكت وجونيه، فنجد ى الموسم التالي سعد أردش يخرج “لعبة النهاية” لبيكيت، أو حسين جمعة يخرج “الخرتيت” ليونسكو وهكذا، هذا الانفتاح للأسف لم يعد موجودا، وبالتالي يصبح هناك أهمية أكبر لوجود المهرجان التجريبي لكى يكسر هذه العزلة ويطلع جمهور المسرح على أحدث ما يجرى فى العالم.

 

* ما هي القيمة الثقافية والأدبية للإصدارات والمترجمات التي أصدرها المهرجان خلال دوراته المختلفة؟

 

** يجب الاعتراف بأنه فى الدورة الأولى لم تكن تلك المطبوعات موجودة، وإنما تم استحداثها بعد ذلك عندما تولى الدكتور فوزي فهمى إدارة المهرجان فأدخل فكرة الإصدارات ووجد أن المهرجان فرصة جيدة لتنشيط الجانب النظري أيضا فدرج على تقديم إصدارات جديدة للمهرجان وأعتقد أنها كانت إضافة جيدة.

 

ـــــــــــــ

المصدر: نشرة التجريبي


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock