كمال سلطان يكتب: فاطمة محمد علي.. “حزينة” التى أسعدت الجمهور وانهمرت فى البكاء!

المسرح نيوز ـ القاهرة| كمال سلطان
ـ
“حزينة” التى اسعدت الجمهور  وانهمرت فى البكاء استطاعت الفنانة فاطمة محمد على أن ترسم لنفسها خطا مسرحيا منفردا تسير عليه ولا تحيد عنه، وهذا الخط الذى أعطاها ميزة مختلفة هو تقمصها المتقن للشخصيات التى تلعبها على خشبة المسرح وقد يصل الأمر إلى حد أن البعض من جمهورها الذى يعرفها جيدا وينتظر أعمالها الجديدة قد لا يتعرف عليها عندما يشاهدها على خشبة المسرح وهو ماحدث معها عند تجسيدها لشخصية “زليخة” فى العرض المسرحى الجديد “حدث فى يلاد السعادة” مع المخرج مازن الغرباوى.
وفى أحدث اطلالة مسرحية لها من خلال عرض “الطوق والأسورة” والذى أعيد تقديمه احتفاءا باليوبيل الفضى لمهرجان المسرح التجريبى اختارها المخرج ناصر عبد المنعم لتجسيد شخصية “حزينة” الصعيدية التى حطت عليها الهموم والأحزان فحرمتها من ممارسة أبسط حقوقها فى الحياة، واصبحت تنتقل من حزن لآخر لتزداد الكآبة على وجهها وتحفر الدموع اخاديدا على وجهها، التى حتى وان جفت فإن الكآبة لا تفارق ملامح وجهها وكأنما قد أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذا الوجه البائس. فمن حزنها على فراق ولدها بالهجرة إلى حزنها على فراق زوجها المريض والذى كان عبئا على كاهلها وكاهل ابنتها الشابة التى أورثتها أمها جزءا غير يسير من همومها.
ويجب الاعتراف أن السر فى تألق فاطمة ونجوميتها فى هذا العرض يقف وراءه وجود مخرج كبير وهو الفنان ناصر عبد المنعم يعرف جيدا كيف يقوم بتسكين الممثل فى الدور المناسب له وجميع فنانى العرض كانوا نجوما يستحقون الاحترام ووجب توجيه التحية لهم جميعا وخاصة نجمة المستقبل مارتينا عادل والنجوم محمود الزيات، وأحمد طارق وأشرف شكري وشريف القزاز وشبراوي محمد وسارة عادل وإيمان حسين وفرح حاتم ونائل علي ديكورمحيي فهمي تعبير حركى كريمة بدير أزياء نعيمة عجمي جعلت من الفنانين صعايدة بجد، وموسيقي جمال رشاد الرائعة والتى أضفت الكثير من البهجة على العرض واستمتعنا كثيرا بالصوت الجميل للمطرب كرم مراد.
وأخيرا فقد استطاعت فاطمة أن تتوحد مع “حزينة” حتى أنك لا تستطيع التفريق بينهما ونالها قدر كبير من التحية والتصفيق ورغم انتهاء العرض فقد ظلت تبكى دون توقف وهو أكبر دليل على أنها لاتستطيع التخلص من أسر شخصياتها بسهولة، والجميل أنها كانت كلما أشاد أحد الحض ر بأدائها كانت تستحلفه بكل غال فيؤكد لها صادقا أنها كانت مبهرة، ففاطمة محمد على ممثلة تهوى الاحتراف ومحترفة لحد الهواية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock