المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات
ـ
بقلم: مازن الغرباوي
في عصر الفنون الادائية هل أصبحنا في العصر الحديث في حاجه إلي وظيفة جديدة ضمن العمل المسرحي الاحترافي والتي تعني بمسماها الذي قمت بإكتشافه وهو ( محلل الأداء ) في عصر الفنون الأدائية ؟
مما لاشك فيه أن المخرج في العمل الاحترافي يقوم بتسليم العرض إلي المخرج المنفذ وإلي جهة الانتاج لتكون مسئولة مسئولية كاملة عن ذلك المنتج الفني او المسرحي ولكن ما هي ضمانات استمرارية الأداء علي ذلك النهج الذي ابتدعه المخرج لمجموعة الممثلين ولباقي عناصر العرض المسرحي و أعني هنا تلك الفترة بعد افتتاح العرض بشكل رسمي ،
ربما يتبادر الي الذهن ان تلك الوظيفة تدخل ضمن وظائف الدراماتورج ولكن لم تشر بعض المراجع التي تطرقت الي وظيفة الدراماتورج الي تلك الوظيفة التي ربما تبادرت الي ذهني من خلال الممارسة اليومية والفعلية مع بقية فريق العمل لتطرح علي ذهني وعلي ذهن من يقرأ ذلك المقال العديد من الأسئلة كالتالي :
١- من هو المسئول عن تنفيذ خطوط الحركة المسرحية لمجموعة الممثلين او العمل بالشكل المحدد الذي رسمه مخرج العمل وبنفس الدقة والاحساس والاداء والتكنيك.
٢- من ذلك المسئول عن الادارة الفنية للأداء وأعني هنا الاداء التمثيلي او الحركي او غيره من اشكال الاداء في عصر الفنون الادائية.
٣- من لديه المقياس ليقيس التباين الواضح في الاداء علي خشبة المسرح بين ليلة وأخري.
٤- من لديه المعرفة الكاملة بتفاصيل الصناعة في الكواليس او علي خشبة المسرح او من خلال غرف التحكم وليس المعني هنا دقة التنفيذ ولكن احساس التنفيذ لشد الخط الواصل بين المؤدي او الممثل علي الخشبة وبين مدير العرض من المخرج.
٥- من ذلك الشخص الذي يجلس بشكل يومي ليري العرض ويتابعه بدقه ليلة بعد ليلة ويجتمع بفريق العمل بعد ليلة عرض جانبها او شاباها العديد من الاخطاء فيما تم الاتفاق عليك اثناء البروفات وأعني هنا ليس فقط الاجتماع بالممثلين او المؤديين ولكن ايضا فريق او هيئة الاخراج فهم يمارسون الاداء ايضا في اعطاء الجملة المفتاحية لدخول او خروج قطعة ديكور علي سبيل المثال او غيرها من الامثلة المتعددة.
٦- من هو المحدد لطبيعة الاداء وصحته من عدمه علي خشبة المسرح ٧- التعاقد الذي يتم بين جهة الانتاج والمخرج والمؤديين او الممثلين لا توجد به محددات للاداء تحدد الاحساس المتفق عليه مثلا او غيره من اشكال الاداء والعديد من الاسئلة التي تتبادر للذهن اثناء الفعل الفني والمسرحي فأعتقد اننا اصبحنا في حاجه ماسة الي وظيفة جديدة في عالم المسرح الاحترافي وهي محلل الاداء وخاصة اننا اصبحنا في عصر الفنون الادائية وذلك المحلل الذي يضمن سير العملية الفنية بتفاصيلها الدقيقة كما سلمها المخرج الي مجموعة العمل كافة وهي لا يمكن ان تندرج لوظائف المخرج المنفذ او الدراماتورج لان محلل الاداء لابد ان يكون صافي الذهن لمتابعة ليلة العرض الفني او المسرحي من الخارج وسط الجمهور بالقدر الكافي الذي يحدد ما تم تسليمه من المخرج بدقة بالغة الخصوصية.
ولابد ان يكون علي دراية بأشكال الاداء المتنوعة ومن المفضل ان يكون دارسا لفنون التمثيل والاخراج و الاداء الحركي وللدراما ايضا وان يكون مواكبًا للمخرج ومتابعًا لكراسة الاخراج منذ الوهلة الأولي ، مما لاشك فيه ان المخرج يضيف من روحه واحساسه الي جانب علمه وتكنيكه الي العمل الفني ..
لذا فالمسألة شائكة وحساسة جدا و كذلك عملية وعلمية في آن واحد .. والسؤال يطرح نفسه امام المؤسسات الإنتاجية التي تعتبر المخرج سلم العرض المسرحي او الفني فور افتتاحه فما هي ضمانات استمرار الجودة خاصة في عالم الاحتراف ومع توالي الليالي فهل أصبحنا في العصر الحديث في حاجه ماسه للتعاقد مع محلل للأداء يكمل ما بدأه المخرج ويكمل عمله او اصبحنا في حاجه للمخرج محلل الاداء في عصر الفنون الادائية في مرحلة ما بعد
