مقالات ودراسات

د. علي خليفة يكتب عن “الأنماط الكوميدية” .. الرجــل المـــزواج!


المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات ودراسات

ـ

د. علي خليفة

من الأنماط الكوميدية
[2] الرجــل المـــزواج

نجد في بعض الأعمال الكوميدية نمط الرجل المزواج، ويقل تواجده في المسرحيات القديمة، لاستحالة الطلاق أو صعوبته في المجتمعات الغربية القديمة، ولكننا نجد هذه الشخصية في بعض المسرحيات الغربية الحديثة، ففي مسرحية “الدب” – أو “الجلف” – لتشيكوف نجد بطلها يتباهى بأنه عشق وتزوج عددًا كبيرًا من النساء، وتنتهي المسرحية وهو يعشق امرأة أخرى كانت مضربة عن الزواج بعد موت زوجها، ولكنها تعشق ذلك الشخص الذي بدأ الأمر بينه وبينها بالخصومة، وانتهى بالعشق والاستعداد للزواج. وأجاد تشيكوف في رسم هذا الشخص العصبي الغليظ الطبع، ومع ذلك فهو عاشق للنساء ومزواج.
وأيضًا نرى شخصية الرجل المزواج حاضرة في مسرحية “الإسكافية العجيبة” لفيدركو جارثيا لوركا، ويقوم بها في هذه المسرحية العمدة الذي تزوج أربع نساء جميلات كلهن، وكان كلما ماتت زوجة له تزوج أخرى، وكان يتباهى بقدرته على السيطرة عليهن، وفي مقابل هذه الشخصية المزواجة نرى بطل المسرحية الإسكافي كان معرضًا عن الزواج؛ لأنه يحب الهدوء، ويخشى إن تزوج أن تعكر عليه زوجته الهدوء الذي يحبه، وقد حدث له ما كان يخشاه، فزوجته الشابة الجميلة تشاكسه كثيرًا وتعكر صفوه.


وفي الأدب العربي القديم نرى النادرة صورت – بشكل
فكاهي – شخصية الرجل المزواج، وغالبًا ما يوصف أيضًا أنه – مع كثرة زواجه – يكثر من الطلاق، ففي إحدى النوادر نرى الحجاج الثقفي يتحدث عن زوجاته الأربع، وكيف أن كل واحدة منهن فيها صفة لا توجد في الأخرى، فإحداهن أعرابية فصيحة تذكره بعيشة الأعراب، وتحثه على الحديث معها بمستوى فصاحتها، وواحدة أخرى عليمة بالأخبار والأشعار، فيتحدث معها في ليلتها في أمور الشعر والأخبار، وهكذا هن مختلفات، ويهييء نفسه لطباع كل واحدة منهن واهتماماتها في ليلتها.


وبعض النوادر صورت الرجل المزواج المطلاق بشكل ساخر كما نرى في هذه النادرة التي يقول فيها الأصمعي لهارون الرشيد: هل سمعت يا أمير المؤمنين عن الرجل الذي طلق خمسًا من النساء في وقت واحد؟ فيقول له: ما يجوز للرجل أن يتزوج فوق أربع في الوقت الواحد، فكيف لهذا الرجل أن يطلق خمسًا من النساء في وقت واحدا؟!، فيروي له الأصمعي حكاية هذا الرجل، فيقول له: تزوج رجل أربع نساء، وكن يعشن في بيت واحد، وأخطأت إحداهن خطأ بسيطًا، فطلقها، فدافعت عنها زوجة أخرى له، فطلقها أيضًا، ثم لامته الثالثة لكونه طلق امرأتين له لأسباب تافهة، فقال لها: وأنت أيتها اللائمة المؤنبة طالق أيضًا، وكانت الرابعة هادئة بطبيعتها، فقالت له: كان أولى بك أن تؤدب نساءك بشيء غير الطلاق، فطلقها أيضًا.

وكانت هناك جارة في منزل مواجه لمنزل هذا المنزل شاهدت ما حدث، فقالت للرجل: لولا أنك من قبيلة سيئة ما طلقت نساءك الأربع في وقت واحد؛ فقال لها: وأنت أيضًا طالق إن أذن زوجك، وكان زوجها يتابع ما يحدث من شباك آخر، فقال
له: قد أذنت قد أذنت .


وصورت السينما المصرية نمط الرجل المزواج في عدة أفلام منها فيلم “الزوجة 13″، وفيلم “الزوج العازب”، وفيلم “سيداتي آنساتي”، وتصور هذه الأفلام الرجل المزواج شخصًا سعيدًا في بدايتها، ثم تنقلب الدنيا على رأسه، ويصارع مشكلات كثيرة، ويندم على أسلوب حياته في كثرة الزواج وكثرة الطلاق.
الصورة للشاعر والكاتب الأسباني لوركا

لا يتوفر وصف للصورة.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏لقطة قريبة‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏نص‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏نص‏‏‏‏


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock