المسرح نيوز ـ القاهرة| مقالات
ـ
ابن تاشفين.السيد حافظ
علاوة وهبي
نص ابن تاشفين المسرحي للكاتب السيد حافظ . وانت تقرأه يجرك الي دروب وازقة قد تضيع فيها ان لم تستعن بعصا تتلمس بها طريق مسارك .لانه نص غير النصوص الاخري لهذا الكاتب الذي جرب انواع مختلفة من الكتابة المسرحيةو فتعددت نصوصه وتعددت مدارسه . اذ يبدو انه يعشق التجريب في الكتابة وربما لذلك لم يكتفي بكتابة المسرحية فجرب الكتابة في الرواية والكتابة للتلفزة وهذا التجريب والتنوع اغني خبرته .
هذه المرة اقف مع نصه الجديد بالنسبة لي والقديم بالنسبة له وهو نص يوسف ابن تاشفين .
من هو ابن تاشفين الذي يقترحه علينا السيد حافظ .تقول الكتب التاريخية هو ابو يعقوب يوسف بن تاشفين بن ابراهيم اللمنوني.ولد سنة1009م400ه وتوفي سنة1106م 500ه وانه مؤسس دولة المرابطين وانه موحدالمغرب العربي. وتولي السلطة بعد ان تنازل له عنها ابن عمه ابو بكر بن عمر اللموتي. واسرة اللموتي اصلها من مدينة شنقيط الموريتانية.هذا الرجل تلذي ولد بالصحراء الكبري التي توجد بها مدينة شنقيط استاعنت به امارات الطوائف في الاندلس فهب لنجدتها وخاض معركة الزلاقة ضد الفونسو السادس الاسباني وانتص فيها وبسط سلطته علي الاندلس كذلك..امور كثيرة وحكايا مختلفة تحكي عنه .انما لماذا اختاره السيد حافظ ليكون بطل نصه المسرحي يوسف ابن تاشفين .
اعتقد انه اراد ان يعود الي التاريخ العربي الاسلامي واختار ابن تاشفين بالذات لانه فترة حكمه كان هناك تمزق فيما عرف بالخلافة الاسلامية وقد سبق فترة حكمه التمزق في الحكم في الاندلس التي مزقهاالامراء واقام كل واحد امارته الخاصة وتحاربوا فيما بينهم فضاعوا وضيعوا الاندلس التي رحنا بعدها نبكيه ونصفها بالجنة الضائعة لياتي ابن تاشفين ويستعيدها تماما كنا فعلصلاح الدين الايوبي الذي استعاد القدس وفلسطين بعد ان ضيعها الحكام العرب الاسلاميون قبله.
من جهة اخري يجرب السيد حافظ في هذا النص اسلوب اخر في الكتابة وكذلك شخوص اخري شخوص حقيقيين ومعاصرين لنا استعان بهم اما لتاكيد ما ذهب اليه او نفيه كما جعل من نفسه كذلك واحدا من شخوص نصه ويستدعي الشخوص الاخري باسمائها الحقيقية وكلهم من كتاب ونقاد مسرح كما يلجأ الي وضع شخصية متفرج عصري علي الركح مناقشا اياه فيما يعترض عليه هذا المتفرج الذي يريد مسرحا مضحكا فيه الرقص وفيه العري والنساء .
والسيد حافظ يعود هنا او يكتب عن فترة هبوط المسرح فيما عرف بالمسرح التجاري ومسرح الجمهور عاز كذا في مرحلة ما من مسار المسرح وبشكل خاص في مصر كذلك يستدعي من التاريخ شخصيات مهزوزة وضعيفة مثل ابن الحصري وفي هذا الموقف يذكرنا بمسرحية الزعيم لمصطفي محمود ..هذه الاستدعاءات لكل هذه الشخصيات التاريخية والشخصيات المعاصرة من الكتاب ونقاد المسرح ممن عرفهم السيد حافظ او كتبوا عنه وفيهم كتاب نصوص ونقاد ومخرجين كل ذلك ليناقش في حقيقة الامر وضعية المسرح في الوطن العربي.ويجعل من زملائه الكتاب وتلنقاد شهود تاكيد فيما ذهب اليه ..طريقة جديدة اتبعها السيد حافظ لم يسبقها ايها احد من الكتاب حسب معلوماتي البسيطة وحسب ما قراته من نصوص اذ تحسب له .وتظاف التي تجاربه في نصوص اخري..نص قراته بمتعة كبيرة ووقفت من خلاله علي التفتت الذي عاشه العرب قديما وقد دلل به السيد حافظ علي ما يعيشه الوطن العربي الراهن من تمزق وحتي التحارب فيما بين دولاته .
من القلب اتمني لو يجرا مخرج علي نقل هذا النص الي الركح.لانه نص يكشف ويرفع الستار عن جروحنا ويعرينا.عسي ان نري عرينا فنعمل علي ستره وستر انفسنا.
ونبذ الخلافات بيننا ونكف عن مد رقابنا للاخر ليتحكم فينا ونحن نتوهم اننا نحكم أنفسنا وان السلطة سلطتنا.
