مقالات ودراسات

كامل الشيرازي يكتب: من تجارب المسرح الجزائري “عالم العبيد”.. صوت الحرية


المسرح نيوز ـ القاهرة | مقالات ودراسات

ـ

كامل الشيرازي
اختزلت مسرحية “عالم العبيد” (60 دقيقة) لمخرجها لطفي بن السبع، الأحد 31 ماي 2015 بالجزائر العاصمة، مفهوم الحرية، حيث جسدتها شخوصا متناقضة في الشكل والقلب، بدءً بـ “العربي” الفيلسوف، “جميلة” الزوجة المغرورة، “معمر” العبد الذكي و”النقيب” رمز الاستغلال المكيافيلي، هي قراءات متعددة للحرية والعبودية، على خلفية قصص الحيوانات الخرافية.
في إنتاج مسرح قالمة الجهوي، أعاد “عيسى جكاطي” البناء الدرامي لنص الأديب البرازيلي “غيليرمي فيجيريدو”، فمنحه توجهًا مغايرًا تمامًا لما سماها بن سبع “البيئة المحلية”، وبدل “إكسانتوس” “إبسوب” و”كلايا” تابعنا طيلة علاقات متأزمة ومتداخلة بين شخصيات بأسماء عربية، وبأبعاد سيكولوجية وثقافية خاصة بها. تعامل معها المخرج بالاعتماد على الرمز.
وبين المأساة والملهاة، حاولت سينوغرافيا “رمزي. ب” أن تشكّل عوالم هذه القصة، باستعمال المعادن (أسلاك وقنوات صرف وأنابيب). أما الموسيقى فجاءت على قتر لم يضاهي حجم الكلام الذي قيل.
وظهر جليا الحمل الثقيل الذي ألقي على الممثلين (فتيحة بوشمال “الخادمة” – محمد عريبي “معمر” – محمد العربي بهلول –”العربي” – سيف الدين جلال – “النقيب” – عتيقة بلزمة “جميلة”)، إذ بدا النص أكبر من التمثيل، ما أعطى الانطباع أنّ الأمر بإلقاء فحسب.
وفي لغة بسيطة تحاورت الشخوص، وحاولت الاستماع إلى بعضها رغم ارتفاع أصواتها من حين إلى آخر. إلا أنها لغة متشابهة، تراوحت بين الدارجة والفصحى، لم تعكس اختلافهم.
النهاية ذكرتنا بنظريات فلسفية تناولت فكرة العبد والسيد، والسيد والرغبة، وخلص الجدل إلى انقلاب الموازين تمامًا كما تصورها “هيغل”.


مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock