مسرحية للأطفال “رضا ”  تأليف عمار سيف

المسرح نيوز ـ القاهرة| مسرح طفل

ـــ

مسرحية للأطفال

 

رضا

 

 

تأليف

عمار سيف

الناصرية – 28-1-2023

ammarssefsh@gmail.com

 

اهداء

الى من بعث في داخلي الفرح حبيبي الصغير  ابو رضيو

 

الشخصيات:

الغيمة

رضا

المارد

 

المنظر: 

        حديقة منزل  تحتوي على الألعاب كثيرة، مثل كرة كبيرة أشبه بكرسي، مِزْلَقَةُ أطفال

        “زحليكة”، وبعض الألعاب الصغيرة الأخرى ، الحديقة خضراء وجميلة.

         تفتح ستارة المسرح على الطفل ( رضا ) وهو ضرير جالس على الكرة التي تشبه

        الكرسي ويغني. 

 

هيا نلعب هيا نلعب

نركض نقفز نتزحلق

ما احلى اوقات اللعب

من دون صراخ او تعب

في اللون الاخضر والازرق

والعصفور الشادي زقزق

أمي تدعو لي بالخيرِ

وابي وابي وابي وابي

هيا نلعب هيا نلعب

ما أحلى أوقات اللعب

 

( بعد انتهاء الأغنية يتحرك الطفل وهو في قلق وانتظار) .

رضا  :  لماذا تأخرت ؟ وعدتني بالعودة وقالت : لن اتأخر، لكنها لم تفي بوعدها ،

وتأخرت كثيرا ، انا احتاجها جدا، العام الماضي جعلتني ارى كل شيء ،حتى

أزاحت عن عيوني هذه الظلمة التي اعيشها ، فقد  حملتني على جناحها ، وبدأت

تنقلني من مكان الى آخر ، وجعلتني على قوس قزح أتزحلق! (بحسرة)

اااااه كم احب التزحلق ! ( يتنهد ) اه.. يا غيمتي لماذا تأخرتِ لماذا ؟

( تطل الغيمة وهي مبتسمة)

الغيمة :  مرحبا يا صديقي العزيز!

رضا :   (بفرح) مرحبا يا غيمتي، لماذا.. ؟

الغيمة : ( مقاطعة) اسفة عزيزي لقد تأخرت

رضا : ( بحزن) تأخرتِ كثيرا

الغيمة : فعلا.. صدقني كنت وما زلت منشغلة جدا، لكني وعدتك بالحضور ولم استطع ان

لا افي بوعدي لك، وها أنا معك !

رضا :   كنت قلقاً من عدم حضوركِ

الغيمة : كيف لا احضر وانا اعلم انك تنتظرني

رضا : شكرا لك لأنك اوفيتِ بوعدكِ، فانا لا احب الذين يخلفون بوعودهم

الغيمة : (مبتسمة) هذه الخصلة جيدة، لكن يا صديقي سأغادر حالاً

رضا : ” انت شتكولين” تغادرين.!

الغيمة : صدقني الأمر أقوى مني.

رضا : ( بحزن ) وأنا انتظر أن أرى هذا العالم من خلالكِ.

الغيمة : (مبتسمة) لا تحزن يا صديقي، لن أغادر وأنت حزين، أحضرت لك هدية ستسعدك جدا

رضا : أنت سعادتي التي أنتظرتها عاما كاملاً

الغيمة : أحضرت لك مصباحا سيجعل كل حياتك سعادة.

رضا : مصباحاً..!

الغيمة : نعم.. مصباحاً سحريا ً

رضا : وماذا افعل به ؟

الغيمة : كل ما تريد .. امسك..

(رضا يقترب منها  ويأخذ المصباح السحري)

رضا : إنه ثقيل

الغيمة : (مبتسمة) فعلا ثقيل لكنه ممتع.. وداعاً

رضا : وداعاً.. (يمسك المصباح يتحسسه) لا أعلم بماذا ينفعني هذا المصباح ( يشمه

يتذوقه كما يفعل أي ضرير) لا ينفع بشيء حتى لا يصدر أصواتا ( يرميه على

الأرض، تخرج أصوات غريبة ودخان يتصاعد، الطفل مرتبكا)

رضا :   ماذا يحدث؟

(يخرج من المصباح مارد)

المارد : شبيك لبيك مارد المصباح بين يديك!

رضا : ( محاولا اكتشاف مصدر الصوت بحركات الالتفات الرأس يميناً ويسارا) من أنت

المارد : مارد المصباح

رضا : من أين أتيت؟!

المارد : من داخل المصباح.

رضا : الذي أعطيته لي الغيمة؟

المارد : نعم ، وأنا بخدمتك

رضا : كنت داخل المصباح.؟

المارد :  نعم

رضا : ( يتحرك بطريقة بين مصدق ولا)

المارد : ( متفهم وضع الطفل) فعلا من الغرابة أن أكون داخل المصباح، لكن هذا

الموضوع له قصة طويلة

الطفل :  قصّها لي.

المارد : بالطبع ، ولكن ليس الآن.

رضا : لماذا ؟

المارد : لأني اريد ان اعرف قصتك أولا

الطفل : (مبتسما) قصتي تختصر بكلمات بسيط

المارد : كيف. ؟

الطفل : خرجت من بطن امي بأقل من تسعة اشهر، والمفروض..

المارد : (مقاطعا) يضعوك بمكان بالمشفى يسمى الخدج

الطفل : صحيح، وفعلوا ذلك فعلاً

المارد : جميل

الطفل : ولكن لم يكن جيد

المارد : لماذا.؟

الطفل : كان من المفروض يزرقوني (يحقنوني) أبرة لكن الطبيب استثكرها عليه

المارد : وما فائدة هذه الإبرة.

الطفل : ( مبتسما) تجعل جسد الغير مكتمل يكتمل ان كان في اول ايام ولادته

المارد: (بحزن) ولذلك بصرك لم يكتمل

الطفل : نعم، لأن شبكية العين لم تنمو او تكتمل

المارد : وهل هذا الطبيب، يصلح لن يكون طبيبا

الطفل : ربما كان يفكر اني لن اعي…. ش

المارد : (مع نفسه) مسكين يا صديقي ( يغير الموضوع لانه احس بوجع الطفل الداخلي)

والآن حان  موعد اللعب !

رضا : أنا أحب الألعاب ، وخصوصا التي تصدر أصواتا منها

المارد : أعلم ذلك يا قلبي

الطفل : قلبك؟!

المارد : أنت قلبي وروحي.

الطفل : فعلا انت ما اسمك ؟

المارد : اسمي لا يعجبك لانه مزعج، ولكن من ممكن أن تسميني مارد المصباح.

رضا : ( مبتسما) “انت شتكول”

المارد : أجد أن اسم مارد المصباح لم يعجبك، لماذا لا تطلق عليه اسما أنت؟

رضا : تريد ان اسميك أنا.

المارد : أفضل لك

رضا : اسميك.. اسميك عمو المارد هل أعجبك؟

المارد : (يبتسم) بما أنه يعجبك ، اكيد يعجبني ايضا، والان  إفعل ماتريد وترغب ،  اطلب

فقط، وسيكون كل شيء تحت امرك

رضا : كل شيء كل شيء

المارد : كل شيء،  اطلب فقط

رضا : انا أحب كرة القدم ودائما أسمع الأولاد وهم يلعبون بها ( بحزن) ولكن لا يلعبون

معي

المارد : لا عليك يا صديقي أنا ألعب معك

رضا  : تقبل تلعب معي

المارد : نعم اقبل

( يضحكان يحضر المارد كرة ويبدأ برميها على

رضا وهو بدوره يحاول ان يمررها للمارد تصحب ذلك أغنية)

خذها كرتي   أعلى اعلى

نبقى نلعب   أهلى  أهلى

لا تتركها      تسقط منا

حاول هيا    بعدت عنا

اركض وضرب     مهلا مهلا

سقطت سقطت     كلا كلا

هيا ارفعها     جاءت احلى

رضا: شكرا لك، عمو المارد لانك لعبت معي، وهل تعلم

المارد : ماذا

رضا : انا احب أحب الركض هل تستطيع أن تجعلني اركض

المارد : تركض.!

رضا : نعم

المارد : ولكن كيف.؟

رضا : انت ما تعرف؟

المارد : بصراحة ما اعرف كيف اجعلك تركض

رضا : اعلمك آنا.. ؟

المارد : علمني

رضا :  كيف مارد ولا تعرف.؟

المارد : (يحرك رأسه كالأغبياء)

الطفل : اريدك ان تركض ، وتحكي بصوت عال ، وانا اركض على صوتك

المارد : (متعاطفا) انت طفل ذكي

رضا : وانت

المارد : أقل ذكاء

رضا : ها.. تقبل

المارد : طبعا اقبل

رضا : هيا يا عم المارد اركض

المارد : حاضر

( يبدأ المارد بالركض وهو ينادي على رضا) هيا.. يا “ابو رضيو تعال لعندي”

رضا : فرحا “اجيتك، اجيتك”

المارد : تعال، تعال

( يركض رضا وقبله المارد وهم يضحكان وممكن

ايضا يصاحب ذلك اغنية  )

 

هيا هيا هيا هيا

هيا امسكي رضوان

ها ها ها هاي

لن تمسكني يا كسلان

اركض يا اجمل من زهرة

طلعت في حضن البستان

هل تسمعني..

صوتي هذا..

خلف الشجرة

خلف النهر والحيطان

خلف الباب

هيا مسكني يا رضوان

هيا هيا هيا هيا

 

(  بعد الاغنية رضا والمارد  يحسان بالتعب)

رضا : تعبت

المارد : وانت هل تتعب

رضا :  ولما لا.. اسمع ايها المارد انا جائع

المارد : وماذا تريد ان تأكل

رضا : كنتاكي انا احب الكنتاكي

المارد : تدلل بابا

رضا :  انت “شتكول” بابا

المارد : انت مثل ولدي

رضا : إذن لنلعب هذه اللعبة

المارد : اي لعبة

رضا : اناديك بأسماء عدة وانت تقلدها

المارد :(لا حول ولا قوة) حاضر

رضا : بابا

المارد: ( يغير صوته كأنه شيخ كبير) نعم بابا

رضا : (فرحا) ماما

المارد : (ينعم صوته) نعم ماما ماذا تريد

رضا : ماما اريد ماء باردا

المارد : تدلل عيني ياملك

رضا : كيف يكون صوت القطار

المارد : توك توك توك تووووت ( وهو يمارس مع رضا اللعب كأنهم قطار)

رضا : هذا القطار حلو

المارد : طبعا لانك صاعد فيه

(يضحكون ويلعبون)

رضا : قف يا قطار

المارد : (يصدر صوت كانه توقف القطار) تتتتتتتتتووووووووت

رضا : بابا

المارد : (بصمت كأنه لا يقصده)

رضا : بااااااباااا

المارد : بصمت

رضا : يااااااا مارد

المارد : لماذا تصرخ

رضا : اناديك ولا تجيب  اعتقدت انك رحلت

المارد : (يقترب من رضا ويحضنه) كنت تناديني بابا

رضا : نعم

المارد : انت حبيبي، صحيح رضا انت انت تحبني

رضا : نعم احبك

المارد : ” شكد تحبني” ما مدى حبك لي

رضا : Infiniti ( انفنتي)

المارد : واااااااااو يعني تحبني بلا جدود (يحمله وهو يفتر به  ورضا يضحك بصوت

عال)  وااااااااااااو، احبك.. احبك.. أحبك

رضا : ( يستغل هذا الحب ويطلب دراجة هوائية)  يا عم. اريد دراجة هوائية

المارد : دراجة هوائية.؟

رضا : وفيها ” هوررررن”

المارد : بوق

رضا : هيا يا مارد هيا

المارد : ( الدهشة على وجهه ، يخرج ويدخل بدراجة هوائية، وهو يزمر بالبوق، حين

يسمع رضا صوت البوق يفرح بطريقة غريبة بحيث يلوح بيديه بقوة وهو يبتسم )

رضا : “شنو هذا.؟

المارد : قبل ان يجيب يقاطعه رضا)” هذا هووورن الدراجة”

المارد : احسنت انه صوت البوق، وكيف عرفت يا ابو رضيو

رضا : يا عم نحن نحس بالأشياء تقول لي ماما الله عوضنا بأشياء كثيرة أكثر من الطفل العادي

المارد : فعلا فالله لن يتخلى عن عبده

رضا : والآن يا عم اجعلني اسوق كي ازمر بالبوق

المارد : هيا ابو رضيو لأحملك كي تصعد امامي على الدراجة

( المارد يحمل رضا ويجعله يجلس قدامه في الدراجة الهوائية هو يزمر فرحا، والمارد يحرك الدراجة وكلاهما يغني فرحيين)

رن رن    .. رن

هذا جرسٌ

كل موسيقى

صرت اغني

ادنُ مني

هيا امسكني

لا تسقطني

رن رن.   .. رن رن

 

(بعد الاغنية يستمر اللعب بفترة قصيرة ، المارد يوقف الدراجة ) 

المارد : هيا يا صديقي سيحين الليل لابد من الراحة

رضا : وما هو الليل

المارد: الليل يعني غياب أشعة الشمس وحضور الظلام ، وهذا يعني  وقت الراحة

والنوم

رضا : الليل، أشعة الشمس، لا اعرف شيئا عنهما ربما لان كل أيامي هي ظلماء مثل الليل

الذي وصفته

المارد : (يخرج الدراجة النارية يتأثر كثيرا بكلام رضا )

رضا : عليه ان اعتمد على نفسي وافهم كل شيء مثل باقي الأولاد، سأتصرف كأنني ارى

كل  شيء ولا اجعل فقدان البصر يشل امنياتي

(المارد يسمع ما تحدث به رضا)

المارد : ابو رضيو

رضا : نعم يا عم

المارد : ماذا تتمنى ان يتحقق لك

رضا : وهل بالإمكان تحقيق كل ما اتمناه

المارد : الم تقل لك الغيمة اني احقق لك كل ما تتمناه

رضا : نعم قالت

المارد : اذن اطلب وسترى

رضا : اخاف ان اطلب ولا يحقق طلبي

المارد : انت اطلب فقط

رضا : اتمنى ان اكون طفلا عاديا مثل الاخرين يرى كل شيء مثل الآخرين، يلعب ،

يركض،  يسير، يصعد السلالم، يتأرجح، يقرا ويكتب وووو مثل كل الاطفال

المارد : وهل توجد امنية اخرى

رضا : هذه الأمنية تحقق لي جميع الامنيات الاخرى

المارد : (يتأثر) حاضر سأحقق لك طلبك

رضا : ( بفرح) “انت شتكول”

المارد : اقول احقق لك طلبك

رضا : انت تمزح معي أليس كذلك

المارد : بالطبع لا

رضا : وكيف سيتم ذلك

المارد : بكل بساطة ولكن بعدها لن تراني

رضا : لماذا يا عم

المارد : لأنك ستعتمد على نفسك، كما قلت

رضا : ( يتحرك ما بين حزين وفرح)

المارد : لا تفكر بشي، في كل الأحوال سيأتي يوم  أغادرك فيه لا تنس فانا مارد، هيا تعال

نلعب الان

رضا : وماذا نلعب

المارد : نلعب لعبة الاستغماية

رضا : وما هي هذا اللعبة يا عم

المارد : ( يقترب من رضا وبيده قطعة قماش يعصب بها عيونه)

رضا : ماذا تفعل يا مارد

المارد : اللعبة هكذا تعصب عيونك وانا اختبى وانت تبحث عني

رضا : اللعبة جميلة ولكن لماذا تعصب عيوني فأنت تعلم أني لا ارى

المارد : “مبتسما” قوانين اللعبة هكذا.. هيا تعال وضع رأسك على شجرة وابدا بالعد من

الواحد للعشرة وبعدها ابحث عني

رضا : طيب

( يضع رضا رأسه على جذع الشجرة ويبدأ بالعد، بعد ان ينتهي يبدأ بالبحث عن

المارد)

رضا : يا مارد اين انت؟ يا عم اين تختبئ يا عمو المارد سأجدك أينما تختبئ

( وبعد عدة مناداة رضا للمارد، ينزعج ويزيل قطعة القماش من عيونه، فينظر

بتعجب  للأشياء لانه بدا يرى كل شيء)

رضا : عمو المارد انا ابصرت، انا ارى، انا اشاهد الشمس والاشجار، يا مارد اينك

( تدخل عليه الغيمة)

الغيمة : مبارك  لك عودة نظرك اتمنى ان اكون قد وفيت بوعدي

رضا : اه.. ايتها الغيمة الرائعة شكرا لك وكم انت جميلة

الغيمة : انت اجمل هيا فالحياة بين يديك حقق كل امانيك

رضا : بالطبع سأحقق كل شيء رغم حزني على العم المارد

الغيمة : هو هكذا المارد يحقق الاشياء ويرحل هو الآن قرب طفل اخر، وداعا

رضا : وداعا يا غيمة ، ايها الاطفال اصدقائي كل شخص منكم عليه ان يعتمد على نفسه

وان كان فاقدا لبعض الأشياء، عليه ان يفتح الطريق أمامه ، ومن اهم هذه

الاعمال اكمال دراسته بتفوق وتقليل اللعب وطاعة الوالدين والنوم مبكرا من يجد

نفسه مازال عاجزا فليأخذنني عبرة ، كيف كنت والان كيف أصبحت واعدكم

سأحقق كل الاماني التي قلتها لكم ، ٍوالان دعونا نغني للحياة بفرح وحب.

بالايمان  بالايمان

ما اجمل هذا الانسان

يبقى اعظم ما في الدنيا

مادام يعلي البنيان

يسعى بالاصرار ويمضي

بالنور يخط العنوان

والشمس ستشرق باسمة

والورد باحلى الألوان

وانا عصفور واغني

كلا كلا للاحزان

 

 

 

عراق – الناصرية

28 – 1 – 2023

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock